الســــاحرة
راعـهـا مـنـه صـمـتـه ووجـومــه
وشـجـاهــا شـحـوبــه وسـهـومـه
فأمـرّت كفـاً علـى شـعـره الـعـــاري
بــرفــق كـأنـهـا سـتـنـيــمــه
وأطـلـت بوجهـهـا الـبـاسـم الـحـلـو
عـلـى خـــدهّ وقــالــت تـلـومــه
أيهـا الطائـر الكئيــب تغــرّد إن شــدو
الــطــيــور حــلـــو رخـيـمــة
وأجبـنـي فــدتـك نـفـســي مـــاذا
أمـصــاب أم ذاك أمــــر ت ــرومــه
بـل هــو الـفـن واكتـئـابـه والفـنـان
جــم أحــزانــه وهــمـــومـــه
أبـداً يـحـمـل الـوجــود بـمـا فـيـه
كـأن لــيـس لـلـوجـود زعـيـمــه
خـلّ عــبء الحـيـاة عـنـك وهـيــا
بمحـيـاّ كالـصـبـح طـلــقٍ أديـمــه
فكـثـيـر عـليـك أن تـحـمـل الـدنـيـا
وتـمـشـي بـوقــرهــا لا ت ـريـمــه
والوجــود العظيــم أقعـد فـي الماضـي
ومــا أنــت ربــــه فـتـقـيـمــه
وامـش فـي روضـة الشـبـاب طـروبـا
فـحـوالــيــك ورده وكـــرومـــه
واتـل لـلـحـب والـحـيـاة أغـانـيـك
وخــلّ الـشـقـاء تـدمـى كـلـومــه
واحـتـضـنـي فأنـنـي لــك حـتــى
يـتــوارى هـذا الـدجــى ونـجـومـه
ودع الـحـب ينـشـد الشـعـر لـلـيـل
فـكـم يـسـكـر الـظــلام رنـيـمــه
واقـطـف الورد مـن خـدودي وجـيـدي
ونهـودي وافـعـل بــه مــا تـرومـه
إن للبـيـت لـهـوه الـنـاعـم الـحـلـو
ولـلـكـون حــربــه وهـمــومــه
وارتشـف مـن فمـي الأنـاشـيد سكـرى
فـالهـوى ساحـر الــدلال وسـيـمــه
وانـس فـي الحيـاة فالـعـمـر قـفــر
مـرعـب إن ذوى وجـــف نسـيـمـه
وارم لـلـيــل والـضـبـاب بـعـيـداً
فـنّـك الـعـابـس الكـثـيـر وجـومـه
فالهـوى والـشباب والمـرح المعـسـول
تــشــدو افـنـانــه ونـسـيـمـه
هي فن الحيـاة يـا شـاعـري الفـنـان
بــل لــبّ فـنـهــا وصـمـيـمـه
تلـك يـا فيلسـوف فلـسفـة الـكــون
ووحـي الـوجـود هــذا قـديـمـــه
وهـي إنجيلـي الجمـيـل فصـدّقـــه
وإلا فـلـلـغــرام جـحـيــمــــه
فـرمـاهـا بـنـظـرة غـشـيـتـهـا
سـكـرة الـحـب والأســى وغيـومـه
وتـلاهــا بـبـسـمـة رشـفـتـهـا
مـنـه سـكرانـة الـشـبـاب ر iؤومــه
والتـقـت عنـدهـا الـشـفـاه وغـنّـت
قُـبـل أجـفـلـت لـديـهـا هـمـومـه
ما تريـد الهمـوم مـن عالـم ضــاءت
مـسـراتــه وغــنّــت iنـجـومــه
لـيـلـة أسبل الـغـرام عـلـيـهـــا
سـحـره النـاعـم الطـريـر نعـيـمـه
وتغنّـى فـي ظلهـا الـفـرح الـلاّهــي
فـجــفّ الأسـى وخـــرّ هشـيـمـه
أغـرق الفيلسـوف فلسفـة الأحـــزان
فــي بحـرهـا فـمــن ذا يـلـومـه
إن فــي الـمـرأة الجمـيـلـة سـحـرا
عبقـريـاً يـذكـي الأســى وينـيـمـه