قصة عاشق كان
هو لا يقبل سوى أن يكون الأكثر وسامة وتأنقاً دوماً
لا حيله له فى وساكته ولكنه يستغلها كوسيله لإجتذاب الفراشات
يكفي أن يظهر فى أي مكان ملوحاً بهذا التألق الباهر حتى تنجذب تلك المخلوقات الرقيقة الجميلة بجمبع أشكالها متجهات نحو الوهج غير عاتبات بخطر الأحتراق
بالطبع هو يعبأ بأحتراقهن كل ما يهمه أن يستمد بعض الثقة من نظرات انجذاب والفضول نحوه فينتشي ويضحك فى نفسه محتقراً حماقتهن التي تفضح غايتهن
وهو البحث عن عريس يفرغ محتويات عقولهن من الحكايات والمشاكل والمغامرات التافهة ويذهب بها إلى أصدقائه من الشباب ولسان حاله يتفاخر
انظروا حصاد يومي من الصيد
يبرع فى تمثيل دور الواثق فى نفسه فينجح فى إقناع الشباب من حوله بأنه الأقوى وصاحب الفضل فى تجديد فن السيطرة على عقول الفتيات
لم يقو سوى على النظر لنفسه فى المرآة كل يوم ليستعد لخوض معركة جديدة مع نفسه من خلال الأخريات
يهندم الواجهة وينطلق بين الفراشات ، وفى هذا اليوم كان فى أبهى صورة عندما قابل مجموعة كبيرة من الفتيات وعدداً من الأصدقاء
وكانت وسط الجمع تلك الفتاة الجديدة التي لفتت نظره على الفور لأنها بدت أصغر سناً من الأخريات وأكثر أندهاشاً وتحفظاً فى التعامل مع المجموعة والمكان
فبادر بطريقة آلية فى أستعراض مخزون الثقافة المحدود لى حد ما والذي يستخدمه مع الفتيات من نفس نوعها لكنها لم تهتم بكلامه ، جرب كل الحيل القديمة والحديثة
سرد الحكايات الوهية إلقاء النكات ، استعراض بعض الجمل الماثورة الرنانة ، إنها لا تبدي اي رد فعل ، وجد أنه ليس هناك سوى أن يجدب أنتباهها بحديث منفرد معها
فكانت تبدو له صغيرة مغرورة بعض الشئ بجمالها وربما خجولة ، تفرس فى ملامحها وطرح عليها الأسئلة الكثيرة وبمجرد أن تكلمت أكتشف أنها تجاوزت السادسة عشر ببضع سنوات
هاجمها بالمدح والغزل الرقيق فلم يحمر وجهها كما هو متوقع ، وعلى العكس بادرته برد غريب عندما سألها عن رأيها فى المكان والأصدقاء أجابت
تبدو كأنكم من عصر سابق ، خاصة أنت هكذا أجابت دون أن تنظر إليه لتعرف واقع الكلام عليه
أدرك حينها أن تلك الفتاة من النوع الذي نادراً ما يصادقه لأن من السهل عليه أن تكتشف محاولات إدعائه إنها نوع خطير بالنسبة إليه
يمكن أن توقعه فيما يخشى دائما الإنجراف إليه ، لكنه فعلا بشعر بالانجراف نحوها ولم يقو على تحويل نظراته راقبها وهي تتكلم ، ورغم أنه حرصى على ألا تلحظ هي ذلك إلا أنها فضحته أمام نفسه طوال الوقت
ونظرت إليه معظم الوقت بتلك النظرة التي يهابها ، وعندما تلاقت عيناهما رغما عنه ويغير قصد منها أحمرت أذناه خجلا .لأنه أدرك أن تلك الفتاة افتضحت ذلك الجزء فى نفسه الذي أغلق عليه منذ زمن
لقد قرأته بمنتهى البراعه و فى زمن قياسي ، لم يقو على النظر إليها أكثر من ذلك فانصرف عنها و دخل فى حوارات قصيرة مع باقي الصديقات ، ثم غادر المكان بعد قليل دون أن يودعها
حاول تهدئة نفسه من هذا الشعور بعدم الراحه الذي أعتبره بعد رؤيته لنظرات عينيها الثاقبة .. أخذ يتحايل على هذا الشعور بالإعجاب بها فاستدعى هذا المخزون من الشك والظنون السيئة
التي تدرب على استخدامها كلما شعر بميل إلى أحداهن إذا كانت ضمن هؤلاء الفتيات فهي بالتأكيد مثلهن تصادق عشرة من الشباب وفى آن واحد
وربما تكون محاولات أقتحامها لي مكيدة مدبرة من تلك الفتيات الفارغات ليوقعن بي ، ربما سمعن بقصتي السابقة ، تملكت منه الظنون فى تلك الليلة فأنطلق بلا وعي يسأل عنها الأصدقاء فى كل مكان
فلم يجد أحد يعرف كيف الوصول إليها ، شعر بالراحة لأن أصدقاءه المستهترين لا يعرفون عنها شيئا
أفاق من نوبة الشك على احساس غريب بالذنب وتنبه على حقيقة أنها لم تدبر حضورها مع الأصدقاء ، كما أنها لم تبادر بمحاولة الأقتحام
تمنى أن يراها مرة أخرى بحجة أستعادة ثقته بنفسه من خلال أكتشافها ، ولكنه فى الحقيقة كان يتحايل على عقله ليسمح له برؤية تلك النظرة الثاقبة الواثقة مرة أخرى
أخبرها دون أن يشعر بأنه أراد أن يقابلها مرة أخرى ليكمل معها هذا الحوار الأدبي ، رأها تنظر إليه بنفس الطريقة
أدرك أنها تتحايل على الكلمات لتقتحم عقله ، صمت لفترة ربما تكون هي فعلا شهر زاد
هل أتركها تحاولقتل الوحش الذي خلقته أخرى
حكى لها بالفعل تلك المآساة التي رأتها هي وهمية ، لقد تخلى عن حبيبته الأولى فى أيام الشباب الأولى بعد أن أخبره صديق له بأنها على علاقة بأحد الشباب وتخدعه هو بمشاعر حبها المزيفة
تسألت بدهشة : أهذا هو ذليلك على خيانتها ، ولم تواجهها ؟
بالطبع تركتها دون أي محاولة للفهم ...
شعرت بغضبه وهو يخبرها أن تلك قصة قديمة وليست عقدة ، وأنتهى كل شئ فى حينها ، وفى تلك الليلة فكرت هي فى هذا الوسيم (شهريار) ولماذا لا تصبح بالفعل ( شهرزاد ) .. ع
علمت أن الدخول فى هذه العلاقة ربما يكون مخاطرة ولكن وافقت على لقائه
تكررت اللقاءات بعيدا عن مجموعة الأصدقاء ، كانت ترقبه معظم الوقت فاصبح المر أشبه بجلسات علاج نفسي أكثر من جلسة حب بين شاب وفتاة
وفى تلك المرة قال لها صراحة { أريد أن تصبحي شهرزاد للأبد } فردت : { ولكنني أخشى من عادات عقلك خاصة الشك وإثارة الظنون } فهي يمكن أن تعصف بعقلك ..حكت له عن ماساة بطل
لم يعطها فرصة ... أكد لها أنه نسى تماماً ظنونه وشكه وحاصرها بالحب والاهتمام ،، أعطته هي فرصة ليثبت لنفسه ولها أنها استعاد ثقته في نفسه وفي الاخريات
كانت مخطئة لأنه حطم كل ما بنته فى حيالها ووضع لها قائمة طويلة جدا من العاذير والتعليمات والاحتياطات ، تبدأ القائمة من أول الاستغناء عن مجموعه الأصدقاء مرورا بتحديد
وتقليل علاقاتها بالجيران وزملاء الدراسة وبالطبع تغير نوعية ملابسها التي رأها متحرره بعض الشئ ، صب عليها هذا المخرون الهائل من حب السيطرة والتربص لكل ما يبدر منها لم يكتفي بمحاصرة تصرفاتها
بل أراد أن يقتحم عقلها ليفتش عما يخاف مواجهته ,, أريد أن أتأكد بأنني أول من أحببت ، هل لك تجربة سابقة ؟
أيقنت لحظتها أنه يسألها ليساعدها كمل تفعل إلا بأن تؤكد له ذلك ولم تؤكد صمتت كثيرا وهي ترمقه بنظرة ثانية لا مفر علاجه النفسي فى تلك المرحلة يتطلب جلسات كهربائية
ربما يفيق من تلك الغفلة وناولته مسرحية عطيل لشكسبير واختفت من امامه
أراد أن يرضيها فقرأ المسرحية وهب على الفور لمحادثتها على الهاتف نفى تماما أنه مثل عطيل ، رغم أنها لم توجه إليه هذا الأتهام ، لم تقاطعه فأخذ رغم نفيه الأول يدافع على الباطل
ديمونه فقتلها عندما أوعز صديق سئ بأنها خائنة فقاطعته : ألم تفعل انت ذلك ؟ ألم يخبرك أحدهم أن حبيبتك الأولى تخونك فصدقته بدون أي دلائل ؟
فأجاب مدافعا : ولكني لم أقتلها ، ولم أقتل نفسي فى النهاية ، ربما قتلتها دون أن تدري ، ربما ضحت من أجلك
شعرت بخيبة أمل يلتمس العذر ويدافع ، ثم يهاجم ، مسكين قررت أن تقاطعه ربما تتبدل تظراته إلى الامور ، لكنه خيب ظنها ، فقد أرتاب كثيرا من مقاطعتها له وحادتها على الهاتف
وانهال عليها بوابل من الأسئلة فحوالها أنه يشك أنها كانت تخدعه طوال الوقت ، وأنها الآن مشغولة بأخر وأنها ليست هي
بالكاد أمسكت نفسها وصممت ان تلقنه درسا ، تصنعت البرود : تقصد من ؟ شهرزاد بالطبع لست هي لأنك لست شهريارا حقيقيا
يعاني من خيانة حقيقية ورغم ذلك حاولت ان أنقذك من سجن أفكارك ولعبت دور شهرزاد وألقيت إليت بالمفتاح من وراء القضبان لتحرر نفسك ولكنك الأن بعد أن ألتقطت المفتاح وخرجت تريد أن تسجنني
مكانك وتصير سجاني ، أردت أن أكون شهرزاد ولكن ليس لك ، فعقلك لم يتعرف على ملامح مشاعري ورغبتي فى تخليصك من عاداته السيئة كما أنه يرغب رغب مريضة فى أن يقوده مصيره إلى العذاب
أنت تحيا منتظرا أن تكون مخدوعا ، تبحث عن خيالك عن تلك الحبيبة الخائنة ، ربما تجدها بعد بحث طويل وتتخيرها من وسط بريئات كثيرات ، أما أنا فلا تحاصرني فى تلك المساحة الظيقة ،
ولا تجبرني على لعب دور الخائنة ، فلا أريد أن تقتلني فى خيالك ، كما قتلت حبيبتك الأولى ، أقتل مشاعرك وأفكارك بخيالات الشك ، أفعل ما يحلو لك
أما أنا فأفضل أن أنسحب من حياتك بإرادتي لا بإرادتك أنت
واقفلت الخط